السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ اَنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعْمَةِ الْاِيْمَانِ وَالاِسْلَامِ .وَاَوْجَبَ عَلَيْنَا بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ. وَاَمَرَنَا بِالْاِتِّحَادِ وَصِلَةِ الْاَرْحَامِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيْرِ الْاَنَامِ وَعَلَى اٰلِهِ وَاَصْحَابِهِ الْكِرَام. اَمَّا بَعْدُ
مِنَ الْعَائِدِيْنَ وَالْفَائِزِيْنَ تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ اَجْمَعِيْن
حَضْرَةَ المُكَرَّمْ رَئِيْسَ الْجَامِعَة الدِّيْنِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّة وَالِيْ سمْبِيْلَانْ سمَارَاعْ. اَيُّهَا الْاَسَاتِذَةُ الْكِرَام .اَيُّهَا طُّلَّابَ الْجَامِعَاتِ وَطَالِبَاتِ الْجَامِعَاتُ .اُقَدِّمُ اَمَامَكُمْ خُطْبةً قَصِيْرةً تَحْتَ الْمَوْضُوْعِ “الْحَلَالُ بِالْحَلَالِ اَوْفَائِدَةُ صِلَةِ الرَّحِمِ” كُلُّ هٰذَا لَيْسَ اِلَّا بِاَمْرِ اُسْتَاذِنَا الْمَحْبُوْبِ
بَعْدَ اَنْ نَصُوْمَ رَمَضَانَ نَرْجُوْ مِنَ اللهِ الْعَفْوَ والْمَغْفِرَةَ لِاَنَّ الذُّنُوْبَ بَيْنَ اللهِ وَالْعَبْدِ تُغْفَرُ بِالتَّوْبَةِ والْعِبَادَةِ . وصِيَامُ رَمَضَانَ وَقِيَامُ لَيَالِيْهَا سَبَبُ غُفْرَانِ الذُّنُوْبِ. كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيْمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَلَهُ مَاتَقَدَّم مِنْ ذَنْبِهِ وَلَكِنَّ الذُّنُوْبَ بَيْنَ الْعَبْدِ لاَتُغْفَرُ اِلاَّ بِالْحَلَالِ بِالْحَلَال كما قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأخِيْهِ مِنْ عِرْضِهِ اَوْ شَيْئٌ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ اَنْ لَا يَكُوْنَ دِيْنَارٌ وَلَادِرْهَمٌ اِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ اُخِذَ مِنْهُ بِقَدَرِ مَظْلَمَتِهِ وَاِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّاءَتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ (رواه البخاري)
اَيُّهَا الْاِخْوَانُ الْاَحِبَّاء . وَاَمَّا فَضْلُ الْمُتَزَاوِرِيْنَ فَفِي الْحَدِيْثِ قال صلى الله عليه وسلم : حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّيْنَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِيْ عَلَى الْمُتَنَاصِحِيْنَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِيْ عَلَى الْمُتَزَاوِرِيْنَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِيْ عَلَى الْمُتَبَاذِلِيْنَ فِيَّ وَهُمْ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُوْرٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّوْنَ وَالصِّدِّيْقُوْنَ بِمَكَانِهِمْ . وَفِي الْحَدِيْثِ الْاَخَرِ قال صلى الله عليه وسلم : مَنْ اَحَبَّ اَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ويُنْسَأَلَهُ فِيْ اَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (رواه البخاري ومسلم)
اَيُّهَا الْاِخْوَانُ الْاَحِبَّاءُ . فِي كِتَابِ تَنْبِيْهِ الْغَافِلِيْن قال الْفِقِيْهُ رضي الله عنه قال : اِذَا كانَ الرَجُلُ عِنْدَ قَرَابَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ غَائِبًا عَنْهُمْ فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يَصِلَهُمْ بِالْهَدِيَّةِ وَبِالزِّيَارَةِ . فَاِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الصِّلَّةِ بِالْمَالِ فَلْيَصِلْهُمْ بِالزِّيَارَةِ وَالْاِعَانَةِ فِيْ أَعْمَالِهِمْ إِنِ احْتَاجُوْا وَاِنْ كَانَ غَائِبًا يَصِلْهُمْ بِالْكِتَابِ اِلَيْهِمْ فَاِنْ قَدَرَ عَلَى الْمَسِيْرِ اِلَيْهِمْ كَانَ الْمَيْسِرُ اَفْضَلُ وَاعْلَمْ بِاَنَّ فِيْ صِلَةِ الرَّحِمِ عَشْرُ خِصَالٍ مَحْمُوْدَةٍ اَوَّلُهَا أَنَّ فِيْهَا رِضَا اللهِ تعالى لِاَنَّهُ أَمَرَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَالثَّانِي اِدْخَالُ السُّرُوْرِ عَلَيْهِمْ وَقَدَرُوِيَ فِي الْخَيْرٍ اَنْ اَفْضَلَ الْأَعْمَالِ اِدْخَالَ السُّرُوْرِ عَلَى الْمُؤْمِنِ الثَّالِثُ أَنَّ فِيْهَا فَرْحَ الْمَلَائِكَةِ لِأَنَّهُمْ يَفْرَحُوْنَ بِصِلَةِ الرحِمِ وَالرَّابِعُ أَنَّ فِيْهَا اَلثَّنَاءُ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ عَلَيْهِ وَالْخَامِسُ أَنَّ فِيْهَا اِدْخَالَ الْغَمِّ عَلَى اِبْلِيْسَ عَلَيْهِ اللَعْنَةُ وَالسَادِسُ زِيَادَةٌ فِي الْعُمْرِ واَلسَابِعُ بَرَكَةٌ فِي الرِّزْقِ وَالثَّامَنُ سُرُورُ الْاَمْوَاتِ لِاَنَّ الْاَبَاءَ واَلْاَجْدَادَ يَسُرُّوْنَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَالْقَرَابَةِ وَالتَّاسِع زِيَادَةٌ فِي الْمَوَدَّةِ وَالْعَاشِرُ زِيَادَةُ الْاَجْرِ وَاَمَّا ذَمُّ قَاطِعِ الرَّحِمِ فَفِي الْحَدِيْثِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَايَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ يَعْنِيْ قَاطِعُ رَحِمٍ (متّفق عليه)
اَقُوْلُ قَوْلِيْ هٰذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيْمِ ، وَبِاللهِ التَّوْفِيْقُ وَالْهِدَايَة
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Assalamu'alaikum Wr. Wb.