الحمد لله الذي بتحميده يُستفتَح كل كتاب، وبذكره يُصدَّر كل خطاب، وبحمده يَتنعَّم أهل النعيم في دار الثواب، وباسمه يتسلَّى الأشقياء وإن أُرخِيَ دونـهم الحجاب، وضُرِب بينهم وبين السُّعداء بسورٍ له باب، باطنُه فيه الرحمة وظاهرُه مِن قِبَلِه العذاب، ونتوب إليه توبةَ مَنْ يُوقِن أنه رب الأرباب ومُسبِّب الأسباب، ونرجوه رجاءَ مَنْ يعلم أنه الملك الرحيم الغفور التواب، ونَمزَج الخوفَ برَجائنا مَزْجَ مَنْ لا يرتاب، إنه مع كونه غافرَ الذنب وقابلَ التوب شديدَ العقاب. ونصلي ونسلِّم على نبيه محمد صلى اللهُ عليه وسلم وعلى آله وصحبه صلاةً تُنقِذُنا من هول المُطلِع يومَ العَرَضِ والحساب، وتُمهِّد لنا عند الله زُلفى وحُسنَ مآب. أما بعد